- أبو لقمان
- عدد المساهمات : 56
تاريخ التسجيل : 17/11/2015
من خير النـاس؟
الأربعاء يوليو 27, 2016 5:00 pm
من خير الناس؟
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا من سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مظل له ومن يظلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا أما بعد عباد الله أهل التوحيد اتقوا الله حق التقوى وتمسَكوا من دينكم بالعروة الوثقى واتقوا ربكم الذي لابد لكم من لقائه ولا منتهى لكم دونه يعلم السرَ وأخفى وحسابه بالذَرة والخردله فطوبا لعبد أعطاه الله مسكة عقل فنظر في الآخرة والأولى ففضَل النفيس على الخسيس والباقي على الفاني واتَخذ هذا الممر مزرعة لذاك المقر فإذا قدم على الله فإذا هويقدم على عمل صالح به رحمة أرحم الراحمين واعلموا أنَ أحسن الكلام وأنفعه وأصدقه كلام الله عز وجل وأحسن الهدي وأكمله وأجمله هدي محمد صلى الله عليه وسلم وأن شر الأمور محدثاتها وأن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
إخواني في الله يا أهل التوحيد من خير النَاس؟ من خير النَاس؟ إنَ الخيريَة والتفضيل تحتاج إلى مؤشرات دقيقة لا تتأثر بالتصنٌع والتكلٌف والتزيٌن والرٍياء والسمعة التي يغترٌ بها أكثر الناس تحتاج إلى مؤشٍر صادق ينفذ إلى أعماق الرَجُل وطبيعته وعمله أوالمرأة ثم يبيٍن لنا هذه الخيريَة والنبيَ صلى الله عليه وسلم أعطانا مؤشٍرات كثيرة صادقة دقيقة حتى نقيس أنفسنا عليها ولنأخذ اليوم في هذه اللَحظات أحد هذه المؤشرات التي لا يمكن أن تخضع لتصنٌع ولا تزيٌن ولا رياء ولا سمعة وإنما هي خيرية الرجل الحقيقية قال عليه الصلاة والسلام بأبي هووأمي ونفسي:"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" إنَ الرجل في الخارج قد يتصنَع ويظهر الخير لكن أهله معهم في الليل والنهار والخضر والسفر في السرَاء والضراء لا بد أن يظهر على حقيقته فمن كان خيرا لأهله في كل أنواع الخير فهوخير للنَاس وهوخير النَاس لأن هذا طبعه لا يتصنعه ولا يتكلفه والأهل يا إخوتي في الله يشمل الأقارب الوالدين والأقارب كما قال عليه الصلاة والسلام:"من قتل له قتيل فأهله بين خيرتين" أي أولياء دمه ويشمل الزوجة والأولاد كما قال صلى الله عليه وسلم في حادثة الإفك:"من يعذرني في رجل بلغني أذاه في أهلي" أي زوجته عليه الصلاة والسلام فخير الناس خيرهم في أهله والله جل وعلى يقول في أجمع آية في كتاب الله وأحكم آية في كتاب الله:﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى﴾ النحل:90. إيتائهم من ماذا؟ من العدل والإحسان. العدل, القيام بالحقوق الواجبة فإن كان عندك عدل فأولى الناس أ، تأتيه هذا العدل أولي القربى. الإحسان, القيام بالفضل فإن كان عندك فضل فأولى الناس أولي القربى أدناك ثم أدناك وضدَ العدل الظلم وظلم ذوي القربى أشدَ مضاضة على النفس من وقع الحسام المهنَد وإن كان وضدَ الإحسان الشحَ وأخبث الشحَ, الشحَ على نفسك وأهلك فيا عباد الله إنَا قد نغفل كثيرا عن هذا المعنى ولذلك تشتكي كثير من النساء سوء عشرة الرجال الصالحين وقلة مقامهم في البيت وضربهم وعبوسهم وتفريطهم في أولادهم حتى يقع الطلاق ليس أولئك بخياركم وإن كان عند الناس من الصالحين ليس أولئك بخياركم قال عليه الصلاة والسلام:" لقد طاف بآل محمد ليلة سبعون امرأة يشتكين أزواجهم ليس أولئك بخياركم" ليس أولئك بخياركم ليسوا خيار وإن ضنهم الناس خيار لنحذر أن نقلد تلك الجماعات الضالة التي انفجرت علينا كالبالوعات ،الصوفية فإنا مما يجمعهم أخذ الرجل من أهله والشاب من أهله فجماعة التبليغ من أساساتهم أ، يأخذ الرجل من أهله أربعين يوما وأربعة أشهر وسنة وأكثر من ذلك ومن طقوسهم الصوفية أن لا يتصل بأهله تلك المدة ويضيعهم بنات وأولاد وزوجات تأثرا بمذهبهم الصوفي في إلغاء الأسباب قبحهم الله ثم إذا رجع إلى بلده أشغلوه بالزيارات والذهاب والمجيء والخروج ولذلك هم أكثر الناس تفريطا في أهلهم وجماعة الإخوان الصوفية التي انفجرت علينا من ها هنا كذلك إذا تورط الشاب في شباكهم فعلى أهله السلام عزلوا بينه وبين والديه وبينه وبين أهله في مكتباتهم وحلقاتهم أولا يشرفون عليه ثم يكلفونه بالإشراف على غيره إلى أن ينتهي حتى إن والديه لا ينتفعان منه بشيء وأهله يدخلونه في هذه الشبكات وهذه العصابات ويعزلونه عن أهله. أما أهل التوحيد وأهل السنة فيا عبد الله ما عندك من خير من علم تبذله أوأمر بمعروف أونهي عن منكر أوإصلاح أووقت تبذله أوجهد أونزهة أومفاكهة أوحسن مجالسة أوإنفاق مال فأولى الناس ورب الكعبة بذلك أهلك قال الله: ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾﴿البقرة:215﴾ وهويشمل ما عددته عليكم قبل قليل وأضعاف ذلك ﴿قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ﴾ وإن من علامات الساعة يبرَ صديقه ويجفوا أباه ويجفوأمه لا يظفرون منه بساعة ولا بجلوس ولا بضحك ولا بنزهة نزهته ليست لهم وأمواله ليست لهم وزوجته كذلك وأولاده كذلك ليس هذا من الخيار وإن ظن أنه من الخيار خيركم والله والله خيركم لأهله كان زيد ابن ثابت رضي الله عنه وهوفقيه المدينة وصفوه فقالوا أفكه الناس في بيته وأهيب الناس إذا خرج رضي الله عنه إنَ النساء يا عباد الله والأولاد ضعفه وإنَ التعامل معهم ليس كالتعامل مع غيرهم المرأة جملها الله وحلاها بالضعف فقال:﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوكَظِيمٌ﴾ الزخرف:17. أتفعل ذلك مع من؟ ﴿أومن يُنشأ في الحِلية وهوفي الخِصام غير مبين﴾ الزخرف:18. إنَ زينتها الضعف وتحتاج إلى مداراه قال عليه الصلاة والسلام:"أبكم إلي أحسنكم خلقا وألطفكم بأهله" تحتاج إلى مداراه قال عليه الصلاة والسلام:"إن النساء خلقن من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته" كسرها طلاقها وإذا استمتعت بها على عوج بهذه المداراة والتلطف والحلم وجدت فيها بلغة واستمتعت بها على عوج ولم يغفل صلى الله عليه وسلم هذا المعنى في خطبة الوداع في حجة الوداع في يوم عرفة في المجمع الأعظم الذي جمع فيه أصول الشريعة دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام وتكلم عن الدماء وعن الربا وعن الأموال خصَص جزءا كبيرا من خطبة عرفه موعظته للنساء لخطورة الأمر فقال:"ألا واستوصوا بالنِساء خيرا" يقوله وهومودِع ألا واستوصوا بالنِساء خيرا فإنكم أخذتموهن بأمانة الله لما أرسلها أبوها في يدك أرسلها بالأمانة أن تمسك بمعروف أوتسرح بإحسان لا تظلم ولا تهجر ولا تقتر أخذتموهنَ بأمانة الله واستحللتم فروجهنَ بكلمة الله وإنَ لكم عيهن أن لا يدخلن بيوتكم أحدا تكرهونه ولا يوطئن فروشكم أحدا تكرهونه ولكم عليهن ولهنَ عليكم أن تطعموهن مما تطعمون وتكسوهن مما تكسون وتعاشرهنَ بالمعروف يقول رب العزة حتى في حال الكراهة:﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾النساء:19. كم من رجل كره زوجته وصبر وعاشر بالمعروف فاغتبط بها أوبأولاده أخرجهم الله منها رفعوا رأسه وبيضوا وجهه وأقرت بهم عينه ﴿فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ إن الدنيا ليست إلا ممر فلا تجعلها كل شيء فلا تجعلها كل شيء فيا عباد الله خيركم خيركم لأهله الآباء والأمهات يشتكون والزوجات يشتكين والأولاد يشتكون من الصالحين قبل غيرهم يحصل أحيانا إنحراف ولكن حتى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رسولنا صلى الله عليه وسلم أما أقاربه فكان والله حتى في جاهليته خير قريش لبني هاشم هويقول أبوطالب في لاميته يصفه حتى في الجاهلية وابيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل يطيف به الهلاك من آل هاشم فهم عنده في نعمة وفواضل عليه الصلاة والسلام هل أحدنا كذلك أقاربه إذا مستهم الحاجة ذكروه يطيف به الهلاك من أقاربه فهم عنده في نعمة وفواضل وكان مع زوجاته ومع بناته ومع أصحابه ومع جيرانه الكامل بأبي هووأمي لم يحس أحد من هؤلاء الأقارب أوالأقربين منه نقصا أوتقصيرا كأن وقته كله لطائفة واحدة وهذا ورب الكعبة هوالكمال وهوالتوفيق ومن أصلح النية بارك الله له في وقته ولكنه أيضا كان يقول :"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" كان يقوم صلى الله عليه وسلم في آخر الليل ويصيح بين حجرات نسائه ويقول:"من يوقظ صويحبات الحجرات" لماذا يوقظهنَ؟ لصلاة الليل ثم يقول:"يا ربَ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة" وكان إذا سمع الخطأ لا يقرَه ويؤدب بالإحسان وأحيانا يهجر هجر زينب وهي من أحب نسائه إليه كانت تنافس عائشة في المنزلة ثلاثة أشهر ثلاثة أشهر لأنَ كثيرا من النَاس اليوم لا يعرفون الهجر بل ولا يحبونه وهولا بدَ منه للتأديب قالت صفية :"كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فحملني على بعير بطيء لم يجد إلا هوفتخلفت فوجدني وأنا أبكي فقلت حملتني على بعير بطيء فأخذ عليه الصلاة والسلام يسترضيها ويسكتها فلم تسكت ولم ترض فغضب عليها وتقدَم وتركها فلما رجعت إلى المدينة قالت لعائشة يومي لك إن أرضيت عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما مرَ عليه الصلاة والسلام على عائشة في يوم صفية وإذا عندها خمار قد صبغته بورس وزعفران ورشته بالماء وقربت إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال مالك قالت هذا فضل الله يؤتيه من يشاء فعرف الخبر ورضي عن صفية ثم إنه دخل على زينب فقال يا زينب ما ضرك لوأعطيت بعيرك لصفية فإنَ بعيرها بطيء قالت أتعمد إلى بعيري وتعطيه اليهودية" وكانت زينب كما تقول عائشة خير نساء المسلمين صلة للرَحم وصدقة وإحسان ومعروف وقالت :"وما رأيت امرأة خيرا منها وتقوى لله إلا أنَ فيها سورة من حدَة تسرع منها الفيئة ينفلت منها غضب ثم تندم سريعا" مسند أحمد 25174، وهذه منها فغضب عليه الصلاة والسلام على هذه الكلمة وهجر زينب ثلاثة أشهر حتى إنها عطلت نفسها من الزينة وعطلت بيتها وعمدت إلى سريرها فجعلته في مؤخر البيت فلما جاء بعد ثلاثة أشهر جاء عليه الصلاة والسلام إليها فلما أحست بصوته فإذا هوقد دخل وأرجع السرير مكانه ففرحت وقالت:" يا رسول الله جاريتي فلانة اليوم طهرت من حيضتها هي لك" ورضي عنها النبي صلى الله عليه وسلم يهجرها ثلاثة أشهر لكن في البيت لم يدر أحد لأجل هذه الكلمة حتى تتأدَب فلا مانع من حزم لكن مع حلم ومع لطف ولكن مع فقه فبعض الناس يشدد فيما رخص الله فيه يقول عليه الصلاة والسلام ومرت امرأة قال لعائشة:" أتعرفين هذه؟" قالت :"لا" قال :"هذه قينة بني فلان أتحبين أن تغنيك؟" قالت:" نعم" فناداها فغنت لعائشة دون معازف ولما جاء الحبشة يلعبون بالجهاد بألعاب الجهاد في المسجد أقام عائشة ما بين أذنه وعاتقه ذقنها على عاتقه حتى كفت هي من تلقاء نفسها فتقول عائشة :"فاقدروا قدر الجارية حديثة السن الحريصة على اللهو". فاقدروا قدرها ليكون عندكم فقه لن تكونوا أحرص من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أزكى منه ولما أطال الستر عن سهوت لعائشة وإذا فيها بنات صغار من اللعب قال ما هذه يا عائشة قالت هؤلاء بناتي وفيها فرس له أجنحة قال وما هذا قالت هذا فرس له أجنحة قال سبحان الله قالت ألم تعلم أن خيل سليمان لها أجنحة فكان عليه الصلاة والسلام يتلطف بها وقالت عائشة :"كانت لي صويحبات من الأنصار بنات فإذا رأين النبي صلى الله عليه وسلم هبنه فيقول مكانكنَ كما أنتنَ بل كان يسرٍبهنَ إلي ليلعبن معي" فاقدروا قدر الجارية الحريصة على اللهووهكذا بنات عليه الصلاة والسلام طوبا لعبد فقيه في أمر الله يشتد في أمر الله ويلين في أمر الله وهكذا كان عليه الصلاة والسلام ما ضرب بيده امرأة قط ولا خادما ولا ولدا وما انتقم لنفسه قط إلا أن تنتهك حدود الله فيغضب أشدَ الغضب بأبي هوونفسي وأمي وكان عليه الصلاة والسلام ربما رفعت عائشة صوتها عليه فلا يغضب لأنَ هذا من ضعفها. دخل أبوبكر على عائشة وهي رافعة الصوت وتقول :"علي أحب إليك من أبي" وترفع صوتها فجاء رضي الله عنه فأراد أن يلطمها وقال:" أترفعين صوتك على رسول الله يا بنت فلانة" وتكلم عليها فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها فلما انصرف قال:"كيف رأيت يا عائشة أنقذتك من الرجل" ثم جاءهم في وقت آخر وإذا هم يتضاحكان فقال الصدٍيق رضي الله عنه :"أدخلاني في سلمكما كما أدخلتماني في حربكما" وكان صلى الله عليه وسلم يسابقها وكان عليه الصلاة والسلام تقول له عائشة يقول لعائشة :"والله إني لأعرف غضبك من رضاك" تقول:" كيف؟" قال:" إذا غضبت علي تقولين لا ورب إبراهيم وإذا رضيت تقولين ورب محمد" قالت:" بأبي أنت ما أهجر إلا اسمك فقط ما أهجر إلا اسمك" وكان عليه الصلاة والسلام قالت عائشة وكانت تفخر بمال أبيها في الجاهلية قالت:" أبي ألَف في الجاهلية ألف أقية" فأنشأ صلى الله عليه وسلم يحدثها بحديث أم زرع وقد رواه الشيخان في صحيحهما وفيه عجب من صفات الأزواج وكانت إحدى عشرة امرأة اجتمعت في الجاهلية وتعاهدن وتعاقدن أن يصدق كل واحدة الأخرى في صفات زوجها فواحدة تقول:"زوجي العشنَق إذا أسكت أعنق وإذا أنطق أطلق" وواحدة تقول:"لا زوجي كليل تهامه لا حر ولا قر ولا مخافة ولا سآمه" وهكذا حتى جاءت أم زرع الحاديه عشره فقالت:"زوجي أبوزرع وما أبوزرع أناس من حلي أذني- أي أثقلها بالحلي- وملأ شحم عضدي وبجَحني فبجحت إليَ نفسي –أي عظَمني ومتعني حتى عظمت إليَ نفسي ثم أخذت تمدحه حتى قالت- لكنه خرج يوما فوجد امرأة معها غلامين يلعبان من تحت خصرها برمانتين فنكحها وطلقني فأخذت بعده رجلا ثريا أراح عليا نعما كذا وأعطاني من كل سائمة زوجا وأغناني" قالت:"ولكن كل هذا ما بلغ أصغر آنية من أواني أبي زرع" فقال عليه الصلاة والسلام:"يا عائشة كنت لك كأبي زرع لأم زرع" أوهي قالت ذلك له عليه الصلاة والسلام وهذا الحديث في الصحيحين وبعض العلماء عقد عليه كتابا يشرحه إخوتاه الحديث طويل والنبي عليه الصلاة والسلام نقول نحن في كل خطبة أحسن الهدي هدي محمد وأكمل الهدي أجمل الهدي هدي محمد أصحاب محمد ما شرفوا إلا لأنهم اقتدوا به وهوعليه الصلاة والسلام كان خلقه القرآن ويا عباد الله نحن في زمن الأسرة المتماسكة المتحابة الذي يحرص الكبير على الصغير ويرحمه والصغير يحترم الكبير والله إنها الحصن الحصين أمام الأعداء من المنافقين وأهل الأهواء الذين يولون الرجل عن ولده وزوجه ومن اليهود والنصارى وكافة أمم الأرض. إن الأسرة المتماسكة هي الحصن الحصين فاحرصوا على ذلك يرحمكم الله فإنَ الشيطان أغبط جنوده عنده من شتَت أسرة مسلمة متماسكة ومن أعظم أسباب الطلاق الذي كثر وعمَ سوء العشرة وصدق عليه الصلاة والسلام:"خيركم خيركم لأهله" يا له من معيار لا يكذب ولا يخصَ شعيرة وقبل ذلك قول الله جل وعلى في أحكم آية في كتاب الله: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ النَّحْل:90. فيا عباد الله اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم واقتدوا بمحمد صلى الله عليه وسلم في كل أمر تكملوا وتفلحوا وتجملوا. وأستغل هذه اللحظات في الدعاء والتذرع والاستغفار إن ربي قريب مجيب.
الخطبة الثانية
الحمد لله الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا عباد الله يقول ربنا جل وعلى:﴿فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيد﴾ ق:45. يقول ربنا جل وعلى عباد الله أعرضوا أنفسكم واجتهدوا في بلوغ هذه المراتب العالية يقول ربنا جل وعلى:﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66)وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْومَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76) قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)﴾ الفرقان. اللهم اجعلنا من أصحاب الغرفات اللهم اجعلنا من أصحاب الغرفات اللهم اجعلنا من أصحاب الغرفات اللهم هب لنا من أزواجنا وذريتنا وإخواننا ووالدينا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إنَ عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرا ومقاما اللهم اجعلنا من التوابين واجعلنا من المتطهرين اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى