- أبو لقمان
- عدد المساهمات : 56
تاريخ التسجيل : 17/11/2015
لا إله إلا الله
الأربعاء يوليو 27, 2016 5:07 pm
لا إله إلا الله
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدِ الله فلا مضل له، ومن يضل فلا هادِي له.
وأشهد أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرا.
أيها الناس: اتقوا الله تعالى حق التقوى فإن الله يحذركم نفسه والله رءوف بالعباد، ومن رأفته بالعباد أنه حذرهم وهم في هذه الدار حذرهم نفسه وأخبر أنه غفار ولكنه غفار لمن؟ قال الله: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ [طه/82].
وأخبر أن الإنسان خاسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا وتأهبوا للعرض الأكبر على الله.
أيها الأخوة في الله: مر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على طلحة بن عبيد الله في أول خلافة الصديق فوجده مكتئبا حزينا،
((قال: ما لك يا طلحة؟ أيسوؤك إمرة ابن عمك،
قال: لا، ولكني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: كلمة لو قالها العبد عند موته وجد لها روحا وراحة في جسده وروحه، وجدها نورا له يوم القيامة وإنه مات - صلى الله عليه وسلم - ولم أسأله عن هذه الكلمة.
قال عمر: فأنا أعرفها، قال: فلله الحمد فما هي: قال عمر: هي الكلمة التي عرضها على عمه لو كان يعلم أنجى منها لعرضها على عمه، هي ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)).))
((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، لأجلها خُلقت السماوات والأرض.
((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، لأجلها خلقت الجنة والنار.
((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، لأجلها أُنزلت الكتب وأرسلت الرسل.
((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، لأجلها جردت سيوف الجهاد.
((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، ما أعظمها من كلمة لو فقهتها القلوب وقامت بحقها.
((قال موسى: ((يا رب علمني دعاء أدعوك وأذكرك به))، وفي هذا دليل على أن الأنبياء وأتباعهم يحبون المأثور ويقتصرون عليه في الدعاء والذكر.
فقال الله: يا موسى قل: ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)).
قال: يا رب، كل عبادك يقولون هذا،
قال: يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأراضين السبع في كفة و((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)) في كفة مالت بهن ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))))، مالت بالسماوات السبع وعامرهن إلا الله وبالأراضين السبع وعامرهن، مالت بهن ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((من قال هذه الكلمة وأتى بمعناها وعمل بمقتضاها فالنار حرام عليه حرام عليه))، حرام أن تمسه لحديث عتبان: ((فإن الله حرم على النار من قال ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)) يبتغي بذلك وجه الله)) لأن من قالها بشروطها وحقوقها ومعناها فإنه يستحيل أن ترجح سيئاته على حسناته، كيف ترجح السيئات على الحسنات وفي الحسنات ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، أنَّا ذلك؟ لا يمكن هذا
واستدل بحديث صاحب البطاقة فإنه رجل من أهل ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)) لم يشرك بالله شيئا ولم يترك فرائض الله ولكن غلبته نفسه وهواه وشيطانه فلما عُرض على الله عُرضت له تسعة وتسعون سجلا كل سجل مد البصر فيه ذنوبه ومعاصيه:
قيل يا عبد الله: أتنكر من هذا شيئا؟
قال: لا يا ربي،
يا عبد الله: ألك حسنات؟
قال: وما تغني أمام هذه السيئات؟
قيل: اذهبوا به إلى النار،
فلما أدبر قال الله: ردوه إلي
فلما رجع قال: إنك لا تُظلم اليوم إنك لا تُظلم عندنا، إن لك عندنا بطاقة فيها ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، قالها يبتغي بذلك وجه الله صادقا من قلبه لم يناقضها بشرك ولا بغيره فوضعت البطاقة في كفة ووضعت سجلات المعاصي التسعة والتسعين كل واحد مد البصر في كفة فطاشت السجلات ورجحت ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، وأُمر به إلى الجنة.
وأما من قالها ولم يأتي بمعناها ولا مقتضاها ولا حقوقها فإن من أهلها ممن يقولها من يدخل النار، ولكنه يخرج منها بشفاعة الشافعين إذا كان موحدا مصليا، فالجمع بين أحاديث الشفاعة وحديث صاحب البطاقة أن صاحب البطاقة قالها بحق يبتغي بذلك وجه الله صادقا عالما بمعناها ولذلك نفعته وحرمته على النار.
عباد الله: ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)) لها معنى معناها: أكفر بكل ما يعبد من دون الله، أبدأ بالكفر قبل الإيمان، ومن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى، فمن لم يكفر بالطاغوت لم تنفعه ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، لو قالها عند موته وهو لم يكفر بالطاغوت من أفراد أو أحزاب أو جماعات أو متبوع أو معبود أو مطاع، فإنها لا تنفعه لأن الحق والباطل لا يجتمعان، فلذلك يُبدأ بالنفي قبل الإثبات، ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، ((لا إله)) يُعبد ويرجى ويخاف ويحب ((إلا الله)) وحده لا شريك له، هذا معناها لا بد من ذلك.
فمن أتى بهذا المعنى فهي حصانة له إذا لم يظهر ما يناقضها، هذه الكلمة تحميه في الدنيا والآخرة، أما الآخرة فكما سمعتم تحرمه على النار، وأما الدنيا فإنها تحرم ماله ونفسه ودمه.
قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله - عز وجل -)).
ولما تبع أسامة رجل من المشركين ولما أرقه بالسيف وكاد أن يقتله قال الرجل: ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، فقتله أسامة فلما أُخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -:
((قال: يا أسامة أقتلته بعد ما قال ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))؟
قال يا رسول الله: ما قالها إلا تعوذا من السيف،
قال: وما يدريك؟ أقتلته بعد ما قالها ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))،
لها حق هذه الكلمة خاصة وأن الرجل لم يظهر ما يناقضها، ولم يناقض نفسه بنفسه وإنما قالها وما في قلبه لا يعلمه إلا الله،
فما زال النبي - صلى الله عليه وسلم - يكرر ذلك على أسامة حتى قال: تمنيت أني لم أسلم إلا يومئذ.))
عباد الله: ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، لها شروط جمعها القائل في قوله:
((علم يقين وإخلاص وصدقك مع محبة وانقياد والقبول لها،
.وزيد ثمانها الكفران منك بما سوى الإله من الأنداد قد أله))
وإن كان الكفر بالطاغوت من صلب معناها وأما هذه الشروط حتى تنفعك ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، العلم بها واليقين بها والصدق والإخلاص والمحبة لها ولأهلها والقبول والانقياد، نعم، الانقياد ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، كما أنها حصانة هي حق ولها حق على من قالها.
ولذلك لما احتج الفاروق على الصديق: لما تقاتل مانع الزكاة وقد قالوا ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))؟ قال الصديق الأكبر - رضي الله عنه -: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إلا بحقها وإن الزكاة من حق ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، والله لأقاتلنهم والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، ولو منعوني عناقا أو عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقاتلتهم عليه)).
عباد الله: و((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، أعلى درجات الإيمان، قال - صلى الله عليه وسلم -: الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)) وهذه الكلمة وإن كان الناس يدخلون بها في الإسلام ويأمنون بها على أنفسهم وأموالهم إلا أن درجاتهم فيها مختلفة كما بين السماء والأرض بحسب ما في قلوبهم من العلم بها واليقين والصدق والإخلاص وباقي الشروط.
سُئل الإمام الفقيه العالم الذي يشبه علمه بعلم الصحابة قليل الألفاظ واسع المعاني عظيم البركة الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -، فهو الذي سخر علمه وكتبه من أجل ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، وسخر دعوته من أجل ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، وسخر جهاده من أجل ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، سخر حياته من أجلها، - رحمه الله - رحمة واسعة وأعلى منازله في عليين، سئل هذا الإمام سؤالا عظيما:
فقال السائل: ما الحكمة أن الله أنزل في المدينة بعد سنوات طويلة من الإسلام قوله تعالى في سورة محمد: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)) ﴾ كأنهم لا يعلمونها وهم قد جاهدوا من أجلها وهاجروا من أجلها وبذلوا من أجلها ما الحكمة من ذلك؟
قال الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - قال: نعم، إن القول يجتمع فيه الناس وأما المعاني التي في القلوب فإنهم يختلفون فيها فأمر الله نبيه وأمته من بعده أن يزدادوا في ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)) في اليقين بها في العلم بها في الانقياد لها في القبول له في الإخلاص بها.
قال: وأضرب لك مثالا بأختها: شهادة أن محمدا رسول الله، فإن الناس يقولونها ولكنهم يختلفون في اليقين بها، وأضرب لك مثالا بأفضل هذه الأمة، الصديق والفاروق كلهم يشهدون أن محمد رسول الله ولكن لما جاء المحك تبين أن شهادة الصديق أعلى بدرجات كثيرة من شهادة الفاروق فما بالك بغيره؟
قال الشيخ: وذلك في صلح الحديبية، فإن الفاروق تألم من هذا الصلح ألما شديدا ورأى فيه غبنا على المسلمين فجاء يشكو هذا الألم لأبي بكر الصديق قال: يا أبا بكر ألسنا على الحق؟ قال بلى، وهم على الباطل؟ قال: بلى، قال فلما نقبل الدنية في ديننا؟ مع أن الذي وقع الصلح هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الذي أمر به وهو الذي رضي به، فلذلك ضرب الصديق في صدر الفاروق وقال: يا عمر أتشهد أن محمد رسول الله؟ احتج عليه بالشهادة يا عمر: أتشهد أن محمد رسول الله؟ قال نعم، قال: فإن الرجل يوحى إليه ولا يفعل هذا من تلقاء نفسه، يا عمر الزم غرزه الرجل لا تهلك، الزم غرزه لا تهلك، لا يكن في قلبك شك، فشرح الله صدر الفاروق، قال فعملت لذلك أعمالا صالحة علها تكفر ذلك،
قال الشيخ محمد: فلما جاء المحك تبين الفرق بين شهادة الصديق وشهادة الفاروق أن محمدا رسول الله، لله درك أبا عبد الله، يا معلم الخير، من يحسن هذا غيره؟ - رحمه الله - و رضي عنه،
((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)) تختلف في القلوب، معناها: لا محبوب مطلقا إلا الله، لا مخوف منه مطلقا إلا الله، لا مرجو مطلقا إلا الله، لا مدعو مطلقا إلا الله، لا مستغاث به ولا مستعان ولا مستعاذ به مطلقا إلا الله، لا منقاد له مطلقا إلا الله، لا مطاع مطلقا إلا الله، ومعانيها كثيرة، فإذا جاء المحك عرفت قدر ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)) في قلبك.
أحيانا تفوتك صلاة الفجر فتستحي من الناس أكثر مما تستحي من الله خاصة إذا كنت إماما والدليل أنك إذا كنت مسافرا أو غائبا لا تتألم إذا فاتك الفجر كما تتألم إذا كنت في البلد.
((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)) أين حقها؟ والدليل أنك قد تحب الزوجة والولد أكثر من حبك لله فترضيهم بسخط الله.
أين ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)) وأين حقها؟ والدليل أنك قد تخاف بعض الناس أو ترجوهم أكثر من خوفك ورجائك من الله وهو النافع الضار، أين ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))؟
قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: ((لو صحت القلوب ما خفتم إلا الله)) - عز وجل -.
يا عباد الله، يا أخوتي في الله: هذه كلمة جمَّل الله مبناها ومعناها، فأما المعنى فكما سمعتم وأضعاف ما لم تسمعوا.
وأما المبنى ففيها عجائب:
منها: أن هذه الكلمة تعتمد على حرفي الألف واللام وهذه الحروف لا تتغير بتغير العيوب فالأثرم والألثغ وغيرهم من أصحاب العيوب لا يتغير نطقهم لها كلهم يقولون ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)) وهذا من خصائصها.
ومن ذلك: أن هذين الحرفين موجودان في جميع اللغات وفي جميع اللهجات فالعربي والأعجمي كلهم يسهل عليهم أن يقولوا ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)).
ومن ذلك: أنها في كتابتها ليس فيها نقط ولذلك لا يمكن أن تتصحف أو تتحرف، فيها عجائب وعجائب معناها أعظم وأبلغ.
عباد الله: ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)) فيصل أهل الجهاد، فإذا رأيت من يزعم الجهاد جهاد اليهود أو النصارى من جماعات أو أحزاب أو أفراد وهو لا ينكر الشرك بين ظهرانيه ولا يدعو إلى التوحيد فاعلم أنه لص، أمسكوه وافضحوه فإنه لص يتستر بالجهاد وهو كاذب فاجر من أهل الدنيا، لو كان من أهل الآخرة لكان أول مقامه لأجل ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، أكفاركم خير من أولئكم؟
لو كان صادقا وتوفرت له شروط الجهاد من الإمام والراية فأولى الناس أن يدعوهم ثم يجاهدهم الأقربون، أكفاركم خير من أولئكم؟ أما أن يعيش بن ظهراني القبور والأضرحة والشرك وهو يدعي قتال اليهود والنصارى ولا ينكر فهذا لص كاذب باطني يتستر بالدين.
شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - لما يسر الله له شروط الجهاد أول من دعاهم وجاهدهم وقاتلهم أهل نجد الأقربون أولى بالمعروف وهذا هو المعروف، قاتل أهل الرياض ثلاثين سنة حتى عرفوا الحق ودخلوا فيه، أما أن تقاتل الكفار الأصليين وأما من عندك فإنهم لو فعلوا أضعاف، أضعاف الشرك لا تنكر عليهم فهذا كذب، ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، فيصل أهل الدعوة.
فإذا رأيت من يزعم الدعوة من جماعات وأفراد ثم لا يرفع رأسا ب((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)) ولا يدعو إليها ولا يجهد من أجلها فهو كاذب باطني لص يتستر بالدين وهو من أهل الدنيا كجماعة التبليغ وجماعة الإخوان من عشرات السنين ما رأيناهم يرفعون رأسا ب((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، بل يبغضونها إذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون، يقولون أنها تفرق الناس، يقولون ليس الآن، دعونا نبدأ بما يقرب الناس، هؤلاء باطنية لصوص يتسترون بالدين وهم من أهل الدنيا احذروهم على دينكم لا يفتنونكم ولا يختلونكم حتى يبدأ كما بدأت الرسل من نوح إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى كل مؤمن تقي حتى قيام الساعة، يبدأ ب((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)).
قال - صلى الله عليه وسلم - لما بعث معاذا إلى اليمن ليكن أول ما تدعوهم إليه ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، وفي رواية أن يوحدوا الله، فمن لم يبدأ بذلك فليس من أهل الآخرة وليس من أتباع الأنبياء ولكنه رأى الدين أسهل مطية يركبها لأهدافه وأغراضه، إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم، كذلك أهل العلم إذا رأيته يشرح في الكتب وفي الدروس ولا يعبأ بالتوحيد وبـ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، فاعلم أنه كاذب ليس على طريق الأنبياء.
يا عباد الله: خذوا هذه الكلمة فيصل وفرقانا ونورا لكم فإنها لذلك أنزلها الله - عز وجل -، وأخيرا عباد الله: الهجوا إلى الله بها دائما وخاصة في الصباح والآصال، اختل بنفسك ثم اجمع قلبك ولسانك ثم كررها مئات المرات وقدر ما تستطيع، قل بقلبك ولسانك ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، كررها وأنت حاضر الذهن كل مرة تستحضر معناً من معانيها، مرة تستحضر أنه لا محبوب إلا الله لا مخوف إلا الله لا مرجو إلا الله لا معبود إلا الله لا مصلى له إلا الله لا مناب إليه إلا الله، وهكذا ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، وإن زدت في إحدى المئين أن تقول ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)) مائة مرة فله مائة حسنة، وتحط عنك مائة سيئة وكأنك أعتقت عشرة أنفس وكانت حرزا لك من الشيطان يوم كذلك ولم يأتي أحدا يوم القيامة بأفضل مما جئت به إلا رجلا قال مثلك أو زاد.
فيا أهل ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، الزموها وأحبوها واعرفوا معناها ووالوا فيها وعادوا فيها واجعلوها فرقانا لكم.
اللهم اجعلنا من أهل ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، اللهم اجعلنا من أهل ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ))، اللهم اجعلنا نحيا عليها ونموت عليها وعليها نلقى الله، اللهم أنك قلت في خيرة هذه الأمة ﴿ إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى ﴾ هي ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)) ﴿ وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا ﴾ ..[الفتح/26]
اللهم أَلْزمنا كَلِمَةَ التَّقْوَى، اللهم أَلْزَمَنا كَلِمَةَ التَّقْوَى واجعلنا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا يا رب العالمين، اللهم اجعلنا كل يوم نزداد فيها نزداد يقينا وإخلاصا، اللهم اجعلها تحرمنا على النار، اللهم اجعلها تحرمنا على النار إذا أتينا بمعناها وبشرطها، أنت حسبنا ونعم الوكيل و لَا إِلَهَ إِلَّا أنت واستغفروا الله إن الله قريب مجيب.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى